سؤال ليس افتراضيا
بقلم الأديبة
والكاتبة الصحفية نادية كيلانى:
سؤال يوجه الآن
للمؤيدين للإعلان الدستوري الذي أعلنه وحصنه الرئيس
محمد مرسي, هل لو
كان رئيسا آخر؛ كنت ستقبل بمثل هذا الاعلان الدستوري.!.. الجواب في رأيي لا.. لن
اقبل منه.!
السؤال ليس افتراضيا
ولكن سأله مقدمي برنامج في قناة النهار لضيف من الحرية والعدالة.. الضيف قال نعم..
ولكن أنا أقول لا.. ولي أسبابي.
لأنه لو قسمنا
المواطنين إلى قسمين ليبرالي علماني إلى آخره في جانب، وإسلامي في جانب آخر.. وبما
أننا في حضرة "لو" فسوف يكون الرئيس من الجانب الآخر غير الإسلامي.. في
هذه الحالة سيهلل له أتباعه بما تعودوا من صوت عال، ويصفق له الإعلام ويمتدح
خطواته ويجسم مآثره، ويأتي له بتاريخ بطولي ما أنزل الله به من سلطان..ولتغاضى عن
هفواته وسقطاته بل حولها إلى شجاعة وحنكة وبعد نظر.. لو كان رئيسا آخر ما حل مجلس
الشعب، ولو أرجعه لرجع، واعتبر بطولة.. لو كان رئيسا آخر ما تكلم أحد في حق
الجمعية التأسيسية التي سيشكلونها بأعوانهم وسيكتوبون أحلامهم.. فمع أناس لا مباديء دينية تحكمهم فكل تعديل
مقبول؛ مرة لموافقة الهوى ومرة ارضاء للصديق.. لو كان رئيسا آخر كانت الشرطة
المتوحشة عادت بوحشيتها، تقتل ولا دليل، تعتقل ولا تبرير.. والتهم جاهزة والزبانية
جاهزون بالتعذيب واستدعاء يوم القيامة لمن يعارض.. لو كان رئيسا آخر، لسكنت أسرته
القصر، وركبت زوجته طيارة الرياسه، وسميت سيدة مصر الأولى.. لو كان رئيسا آخر لامتلأت
جيوبه وجيوب مؤيديه.. لو كان رئيسا آخر لعرف كيف يرضي النفوس الوضيعة حتى يظلوا
بطانته ولسان حاله..
لو كان رئيسا آخر ما
سبه الرائح والغادي، وتطاول عليه الوضيع والدنيء، وما هاجمه خصومه وسبه شرذمة
المنتفعين الرافضين لشرع الله وأحكامه، لو كان رئيسا آخر لامتلأت سجونه بمعارضيه..
بل ومنافسيه..
لو كان رئيسا آخر ما
تعاملوا معه بمنطق عدوك يتمنى لك الخطأ.. فتربصوا وتحفزوا وتنمروا واسقطوا عليه
روث ضمائرهم.
لكنه محمد مرسي
الرئيس الطيب الورع الذي يخشى الله، الرئيس الذي أراد عيشة كريمة لشعبه فوقفوا له
بالمرصاد لافشاله حتى لو أدى ذلك لضياع البلد ومن فيها، المهم ألا ينجح هو وفصيله،
الرئيس الذي ذاق السجن فلم تمتد يده لخصمه ولم يلوح له بسجن، الرئيس الذي اختاره
الله دون إرادة الرجل وإرادتنا وإرادتهم.. الله الخبير بالنفوس استبعد المغرضين
الطامعين الزائفين المتفيهقين المتشدقين والذين هم أبعد منزلة من رسول الله.. (صلى
الله عليه وسلم)
قال سيدنا عمر بن
الخطاب (إني لأنظر إلى الرجل فيعجبني فإذا تكلم سقط من عيني)
وجميعهم تكلموا،
وجميعهم سقطت أقنعتهم، وجميعهم سقطوا من الأعين.. الرئيس الذي يعمل ضد التوقعات..
فيفاجئهم بما يجعلهم يلفون حول أنفسهم، فيصرخ من يدعي العنترية على الغرب
ألحقونا.. الحقونا، ورأينا من يحمل التاريخ الوطني على ظهره وحين ينزل خرجه فإذا به زيف وتطلع للسلطة.. رأينا من يدعي حب
مصر يحرقها لكي يصل لمطامعه.. ورأينا من يوافق على قرارات ويوقع عليها ثم ينكرها
فقط من أجل إرباك الرئيس كما قيل له.!.. وبالتالي إرباك البلد.. لو كان رئيسا آخر
ما اضطر لهذا الاعلان الدستوري ولو فعله فكيف أقبله منه.!!
......................................
نُشر هذا المقال فى موقع دنيا الرأى على الرابط التالى
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/11/28/278160.html